{جحا والتجار الثلاثة}
وما ان رأت زوجة جحا الماعزة التي ابتاعها زوجها حتى صاحت به: ما هذا الذي جئت به؟ هل
حقا اشتريت هذه المعز, ودفعت فيها مالا؟ فطمأنها جحا الى أن الماعزة, رغم مظهرها, رائعة
حقا- وأنه أخذ من التجار الثلاثة كلمة شرف بذلك: وراح يحدثها بسذاجته المعهودة قصته معهم كاملة.
ولم يمض وقت طويل حتى تحقق جحا من أنه كان ضحية سهلة لمخاتلة التجار الثلاثة. بالماعزة العجوز ما درت ولا بنقطة لبن. بل لقد كانت مصدر ازعاج لا يطاق- مرة تأكل الغسيل المنشور,
ومرارا تقلق راحة الحميع بثغائها الليل بطوله.وحين أقدمت على عض حماة جحا في كاحلها
صار لا بد من التخلص منها.
في اليوم التالي رسن جحا ماعزته وجرها خلفه الى السوق بحثا عن التجار الثلاثة. وكان قد دبر خطة للإيقاع بهم, فربط تحت بطن الماعزة كيسا من النقود الذهبية. لقد قرر أن يدفعهم ثمن غشهم غاليا. ولم يطل بحث جحا عن التجار الثلاثة في السوق. فقد لمحهم يلعبون الورق في ظل
عربة حلواني وكأنهم يتعمدون تجاهله.
وفاجأهم جحا بعد التحية قائلا: انها حق لمعزاة رائعة, اني لا أدري كيف أشكركم. لقد كنت أتوقع من ماعزتكم المؤصلة أن تدر لبنا دسما وفيرا, أما أن يكون الحلب نقودا ذهبية فهذا ما
فاق كل توقعاتي.
يتبع:pcring:
|