[ALIGN=CENTER]قالت : أخجلتني . وأحللت في وجنتاي فصل الربيع
قلت : ولمثل هذا يستسقي الناس
تلفتت وبطرف مثقل بالغرور تساءلت : وهل أنت .. المطر ؟
قلت : بل نشر السحاب
قالت : وأين المطر ؟ أم هو إفتراض في عيني محب ؟
قلت : بل هو الواقع الذي أعيشه في تهادي نشر عبيرك الفواح على أكف الهوى ,
وهو تلك الإيماءةُ الخجلى على مرافيء الوسن في موطن الطيف حيث عيناك
وهو الطل الذي يهبط على منابت الحرف لتزدهي الدنيا بأطيب أزاهر القول عطفاً على تناهيد الحساسين
وتغاريد الأطيار . وشدو البلابل . وترانيم داود . ودعاء الكروان
وهو الرِقَّة المنسوخة عن فحواك رفرفة على أجنحة الفراش وإرتحال الماء المتحلق إستجابةً لرغبة وردة القاها محب في جدول
وهي الرضا في أكمامه حيث نفسك منبته . وهي الطهر في قلبك . والحنان والفطرة
وهي إشراقة الشمس من بين ثناياك
قالت : على رِسلِكَ .. لقد ظلمتني
قلت: أعلم . ولكنني لاأملك من الحرف إلاّ ما جاد بهِ القلم
قالت مستنكرة : وأين أنت من أهدابي ؟! .. إستل لنفسك من ريفها الوارف ريشة هدباء . واكتب على ماشف من رقراق الأثير
ستجد الفجر وقد استقبلته الدنيا على إشراقة إقبالي . والعندليب وقد حلَّق فوق التلال ينثر الفرح . ويعلن عن
إنضمام يوم جديد إلى منظومة النور في جيدي
والنهر صافياً متلألأً يفيض دِفقاً من بعضِ عذوبتي
والزهر ينتقي من راحتي ندىً يثري به شهد رحيقه
إنني الحب سيدي .. إنني الحب
قلت أعذريني سيدتي .. فلقد تقاسمني التعبير ونزعات القلم
قالت أود أن أعترف لك
قلت: تعترفي بماذا ؟ وكل ملامح نفسك هي قالب إعتراف لكمال البشر
قالت وقد عادت خلايا دمها الطاهر تجري وكأنها فلك الخجل تتفوجُ في مرافيء الشمس عند رحيلها
سيدي .. كل ماقد قيل هنا . لايساوي خلية في حرف من معاجم سطرتها دواخلي من كلمة واحدة في حق مايخالجني بطهر
قلت وقد لفني الشوق بديباج اللهفة لسماع أنغام حروفها : وما ذاك سيدتي
قالت :إنني بكل فيض مشاعري .. أحبك سيدي أحبك
ثُم أسقط في يدي

عبدالله
[/ALIGN]