عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-04, 12:33 AM   #1
 
الصورة الرمزية sad_girl

sad_girl
فخر زهرة الشرق

رقم العضوية : 334
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 2,424
عدد النقاط : 177

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ sad_girl
كلمات في ذكرى غسان كنفاني


د . فاروق مواسي
ألقيت في أمسية " ذكرى غسان كنفاني " التي أقامتها جمعية الثقافة في باقة الغربية
13 / 7 / 2004
لا أدري لماذا جندلوه ؟ لماذا فجروا البي إم في عليه وعلى طفلة هو خالها ؟ لا ذنب لها إلا أنه خالها .
يقتلون كاتبًا ، كاتبًا يبحث عن وطن أو كتاب أو عن معجب بكتابته أو عن حزن أو صديق أو معجبة أو عن نفسه .
لا ينتظرون عبوره عبر الحياة بعد أن أخذ السكري ينهش في جسده . فالوقت لديهم قصير .
قرأت قصصه ورواياته ومقالاته ، فما رأيت أمرًا يحتم الفاجعة ، بل رأيت الجندي في
" عائد إلى حيفا " يأبى أن يعود إلى أبيه الفلسطيني ، ورأيت الفلسطينيين لم يقرعوا باب الخزان ، ورأيت صورة اليهودي في " ما تبقى لكم " ذات أبعاد إنسانية رغم كل أجواء العداء المستحكم ، فلماذا إذن هذه المتابعة لحياته ولحركاته حتى يفجروه أشلاء
تتناثر هي وشظايا المعدن الأصم ؟
أنتظر الكشف عن ذلك ، وقد عودونا أن كل الأسرار ستنكشف بعد حين من الدهر ،
وستظهر الملفات وتبين الحقائق ......
قضى غسان قبل اثنتين وثلاثين سنة وبضعة أيام ، ولكن جراحه ظلت على طلة الزهرة وعبير البرتقال وشميم البحر وحروف الكتب .
لقد أحب الحياة لأجل الحياة والحرية ؟ فهل أخطأ ؟ هل دعا لقتل أحد ؟ فما هو الهدف من قتل صاحب " الهدف " ؟
قتلوه ، وكأنهم يقولون إن للحرف أثرًا وخطرًا ، فهل حروفنا الساطعة التي تبحث عن الحق والعدل معرضة هي وأصحابها للاغتيال ؟
عندما صرعوه ورد وارد الكتابة علي ، فتنافست الألوان الأدبية - أيهما تقول دمعة ، وتذرف نصًا ، فكانت قصتي ( أمام المرآة ) تروي حكاية اللحم المتناثر ، وكيف أن قطعة متحركة كانت تحضن عشبة على سقف بيت .
كانت القصة تُفجع بقاص .

يقول خليل مطران :
أخمدوا الأقلام هل إخمادها يمنع الأيديَ أن تنقش صخرا
قطعوا الأيديَ هل تقطيعها يمنع الأعين أن تنظر شزرا
أطفئوا الأعين هل إطفاؤها يمنع الأنفس أن تصعَدَ زفرا
أخمدوا الأنفاس هذا جهدُكم وبــه منجاتُنا منكم ، فشكرا!
لكني لا أختم ما ختم به مطران ، بل أقول :
أخمدوا الأنفاس هذا دأبكم كل موت يبعث الميلادَ حرا


توقيع : sad_girl


زهرة الشرق

sad_girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس