عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-03, 11:57 AM   #3

s2003
سفيرة زهرة الشرق

رقم العضوية : 1119
تاريخ التسجيل : Jul 2003
عدد المشاركات : 1,589
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ s2003


الخصومة تورث النفاق
عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : " إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب عن ذكر الله عز وجل و تورث النفاق و تكسب الضغائن و تستجير الكذب "

الخداع اصل النفاق
وتعتبر صفة الخداع من أهم وأبرز صفات المنافقين ، بل ان الخداع هو اصل النفاق ، لان القرآن الكريم يقول : { يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلآَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } (البقرة/9) اي انهم يحاولون خداع الله تعالى وخداع المؤمنين ، ولكنهم لايخدعون إلاّ انفسهم .

وعلى هذا فان صفة الخداع هي جذر صفات المنافقين ، الذين تتفرع منه سائر الصفات . فهم يحاولون خداع رب العالمين ، وحتى في يوم القيامة نرى بعض هؤلاء المنافقين الذين يحملون صفة النفاق من الدنيا الى البرزخ ، بل وحتى في يوم الحشر يحلفون لله تعالى كذباً، وهوشاهد عليهم .

ومع ذلك فان المنافق الذي يحاول خداع الطرف الاخر ، فانه يبتلى - في الواقع - بالخداع الذاتي ، لان الناس لا يقبلون منه خداعه . ولكنه ولكي يثبت خداعه ، فانه يبحث لنفسه عن بعض الادلة الواهية التي تتراكم في ذهنه بمرور الزمن وبشكل تدريجي حتى تتحول الى قناعة كاذبة .

ان هذه المحاولة - محاولة خداع الاخرين - انما تتحول الى خداع ذاتي للسبب التالي الذي سنحاول ان نوضحه من خلال ضرب هذا المثال :

عندما تريد ان تقنع شخصاً ما بان ما في القدح الذي في يدك هو عصير برتقال وليس ماء ، فانك ستقول له ان هذا السائل الذي في القدح هو عصير ، او ماء مضاف ، او ماء برتقال . ولكي تثبت ادعاءك هذا فانك ستحاول ان تبحث عن دليل فتقول له - على سبيل المثال - ان عصير البرتقال ليس برتقالي اللون ، بل هو عديم اللون . فيقول لك الطرف المقابل ان عصير البرتقال برتقالي اللون . وكذلك تقول له ان هناك نوعا من البرتقال في بعض بلدان العالم عصيره عديم اللون ، فيجيبك : ولكنه يفقد الطعم . فتقول له : نعم ولكن حاسة ذوقك مخطئة ،فيشرب وهو يوحي الى نفسه ان فيه طعم البرتقال . وهكذا تحاول ان تقنعه بشتى الادلة بان الذي يشربه هو عصير البرتقال وليس ماء .

وهكذا تتراكم الادلة حتى تقتنع انت من الناحية النفسية بان السائل الذي في القدح هو فعلا عصير برتقال ، في حين ان الطرف المقابل اكتشف منذ البداية انك غير صادق فيما تدعي ، ولكنك شيئا فشيئا تورطت واصبحت اسير كذبك .

وفي هذا المجال تروى قصة لطيفة تقول ان شخصين اتفقا على ان يدعيا للناس ان احد المواضع مدفون فيه احد ابناء الائمة عليهم السلام ، فأصبح احدهم سادناً ، والاخر خادماً . فما كان من اهل القرية الا ان التفوا حول هذا الموضع بسبب بساطتهم وسذاجتهم، وبالطبـع فانهم في هذه الحالة مثابون لانهم فعلـوا ذلك بنيات صادقة، واهداف زاكية . وعندما جمع الاهالي مقداراً من المال ، واعطوه لذينك الشخصين ، اختلف هذان الشخصان على المال ، فقال احدهما ؛ لي ثلثاه باعتباري سادناً ، ولك الثلث لانك خادم . اما الآخر فقد قال : لقد اتفقنا منذ البدء على المناصفة ، فلابد ان يكون لكل منا نصف المال . واذا باحدهما يحلف للآخر قائلاً : بحـق المدفون في هذا القبر فان هذا المال لي . فضحك الآخر وقال: واي مدفون تقسم به ، ان هذا القبر الوهمي ليس فيه اي احد ! وهكذا وبسبب تكراره الكذب على الآخرين اقنع داخلياً بسلامة وصحة كذبه .

والملاحظ ان القـرآن الكريـم في الآية السابقـة لم يقل (وما يعقلون)، بل قال (وما يشعرون)، لان الشعور ادنى من العقل . فالانسان الذي يكذب على الآخرين ثم يصبح هو نفسه اسير كذبته بسبب كبريائه وغروره ، واخذ العزة له بالاثم ، فانه لا يمتلك العقل فحسب ، بل انه لا يمتلك الشعور ايضا نتيجة لهذا الخداع الذاتي .

يتبع,,


توقيع : s2003
لا إله الا الله محمد رسول الله
أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من كل شيطان رجيم
اللهم فرج كرب المسلمين وانصرهم على اعدائهم أميييييييييييين


zahrah.com

التعديل الأخير تم بواسطة s2003 ; 19-11-03 الساعة 12:08 PM
s2003 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس