عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-03, 04:49 PM   #2
 
الصورة الرمزية ابويافا

ابويافا
سفيـر الشـرق

رقم العضوية : 47
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 1,031
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ ابويافا

أعيد السؤال: هل ترى ان المال..اصبح هو محور الصراعات.. اقصد صراعات القيم والافكار؟
ـ ممكن طبعا. لأنه في السنوات الاخيرة تحول بلدنا الى بلد استهلاكي بكل ما في ذلك من معنى. اغرقت الناس باحتياجات ومطالب لم تكن على قائمة احتياجاتها من قبل.انعكس هذا على اللغة السائدة والفلسفة السائدة في السلوك وفي الميديا.. تابع برامج التليفزيون وتأمل الخطاب الاعلانى....ستكتشف ان هناك فلسفة تدفع القارئ والمشاهد الى تمجيد المال. جائزة المليون..اتصل تكسب عدة الاف من الدولارات..وصل الامر الى حدود مخجلة.. قرأت صباح اليوم في صحيفة "الاهرام" اعلانا عن مسابقة تكسب فيها مبلغا من المال.. سيجعلك تستقيل من عملك...اى انك يمكن ان تتخلى عن العمل لأنك تحصل على اموال من الهواء.
هناك علاقة اذن بين دخولك السجن (شاباً) فى الستينات عقابا على افكارك..ورفضك (وانت تلعب حول الستين) المال.. وإعلانك قوة الاستغناء.. كيف ترى هذه العلاقة؟
ـ هناك استمرارية لحالة اخلاقية معينة..هى الربط بين السلوك الخارجى والمعتقد الداخلى. احاول دائما الا يوجد تناقض بين ما افكر فيه.. وما امارسه فعلا من سلوك. سواء على علاقاتى الاسرية أو علاقاتي العامة. تحقيق هذه الوحدة بين الفكر والسلوك كان الهم الاساسى في حياتي.
إنتقام
سمعت من قال ان صنع الله قام بهذا الرفض..وتعمد ان يكون في فضيحة علنية.. لينتقم من السلطة التى اعتقلته وعذبته واهانت كرامته الانسانية..؟
ـ انتقام؟... لماذا..؟.. هل السلطة كيان ابدي؟ هل السلطة في الستينات.. هى هى السلطة الان؟ اعتقد ان هناك اختلافا كبيرا. السلطة في الستينات وطنية ولها اخطاء وهناك صراع طبيعى. سياسي. اتخذت اشكالا غير صحية. لكن قبل هذا وبعده السلطة كانت وطنية وعندها برنامج تحديث للبلاد على عدة مستويات كما كانت تتصدر مفاهيمها قيم مثل العدالة الاجتماعية....الوضع الان مختلف.
هل ضايقك هذا التحليل؟
ـ لا لكنه قفز على اشياء كثيرة والتجاء الى غيبيات التحليل النفسى. ماذا يعني الانتقام من السلطة..؟ هذا كلام مضحك طبعاً. وفكرة مثالية من ناحية الفلسفة كأن السلطة كائناً واحداً متماسكاً وثابتاً..
تبدو انت أيضاً مثاليا في تصورك لبعض الامور.
ـ كيف؟
قرأت لك حواراً صحافياً تدعو فيه الى صيغة توفيقية للخروج من الازمة السياسية في مصر. وتدعو الى حكومة انقاذ وطنى تضع فيه اسماء شخصيات بعضها كان مشاركا في اصدار قوانين مقيدة لحرية الابداع...وآخرين مازالوا يعيشون في النوستالجيا الناصرية...وهكذا.
ـ الموضوع كالآتي. اقول دائما اننى لا اعمل بالسياسة. ممكن ان يكون لي آراء سياسية. وبالتالى حكمي على الامور يمكن ان يختلف عن الذين في قلب "المعمعة". اتحدث انا عن افكار عامة واقول لماذا لا يجلسون مع بعضهم ويتفاهمون. من الناحية الموضوعية صحيح ان هناك خلافاً ما بين التيارات المختلفة لكن وبعد كل ماحدث لابد ان تقل مساحة الخلاف لمواجهة الاخطار. لانقاذ الموقف. لا سبيل آخر.
هل كان رفضك الجائزة رسالة للدولة ام للناس؟!
ـ للإثنين معا. للدولة بحكم اننى اعتذر عن جائزتها. وللناس اشرح سبب اعتذارى.
وهل تعلن هنا قطيعة لأسلوب لايرى فيه المثقفون سوى الدولة.. يوجهون محبتهم ونقدهم... خصومتهم ونفاقهم لها.. لا للمجتمع..؟
ـ أنا رأيي انه منذ الأزل، ومن ايام الفراعنة.. الكاتب كان جزءاً من الدولة. وعبر كل الاشكال من الاحتلال التركى الى العرب.. كان المؤرخون يزدهرون من خلال قربهم من جهاز الدولة. لا جديد.


توقيع : ابويافا
.

ابويافا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس