منتديات زهرة الشرق

منتديات زهرة الشرق (http://www.zahrah.com/vb/index.php)
-   شخصيات وحكايات (http://www.zahrah.com/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   طه حسين في ذكرى رحيله السابعة والثلاثين (http://www.zahrah.com/vb/showthread.php?t=51556)

Red_eYe 02-11-10 07:48 AM

طه حسين في ذكرى رحيله السابعة والثلاثين
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معارك فجرها ضد السلفية والظلم الاجتماعي فاتهم بالشيوعية

القاهرة: محمد فتحي يونس

عمر من المعارك قضاه طه حسين على الأرض، وفي ذكرى رحيله السابعة والثلاثين يتبقى من تلك المعارك آثارها وتقاليدها وخصوبتها الفكرية، فيما يظل اسم صاحبها باقيا بقاء الأدب العربي.

فما بين معارك العدالة الاجتماعية ومحاربة الاستبداد السياسي والجمود الديني وقبلها إثبات الذات وحفر الاسم في سجل المفكرين مضت أيام طه حسين، فهو صاحب معركة الشعر الجاهلي، و«المعذبون في الأرض» و«مستقبل الثقافة في مصر»، و«الفتنة الكبرى»، مضى يتكئ على قدر كبير من الشجاعة والضمير وبعض الأصوات المشجعة. ففي كتابه «شخصيات لها العجب» ينقل الكاتب صلاح عيسى رسالة كتبها المستشرق ماسينيون إلى حسين يشد على يديه ويقول فيها: «في عالم المبتزين الجبناء تتألق شجاعتك فتواسي العاجزين عن الاستشهاد من أجل العدل، لذلك أدعو الله أن يباركك لقاء الزكاة الروحية التي تؤديها للشعب الذي أنجبك».

وخلال محنة 1934 بعد فصله من عمله كعميد لكلية الآداب قال لزوجته سوزان: «إننا لا نحيا كي نكون سعداء»، وفي رسالة أخرى يوضح لها قيمة المعارك فيقول: «إنك تعرفين هذا النوع من الرضا الذي يعقب القيام بالواجب، وذلك الشعور بأن المرء على مستوى الرسالة التي كلف بها رغم المصاعب التي يواجهها».

يستحضر الكاتب حلمي النمنم، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، مؤلف كتاب «طه حسين والصهيونية»، أجواء معارك عميد الأدب العربي فيقول: «طوال حياته خاض طه حسين ثلاثة أنواع من المعارك أولها ضد السلفية والجمود الديني، والثانية ضد الاستبداد السياسي، والنوع الثالث كان ضد الظلم الاجتماعي والقيود الحديدية بين الطبقات. واتسم أداء طه حسين في معاركه بأنواعها المختلفة بكثير من الصفات الراقية، منها أنه كان كبيرا دائما ويترفع عن الصغائر مهما بلغت درجة الخصومة أو الخلاف في الرأي، كما أنه كان يؤمن أن الكاتب كي يكون كبيرا فلا بد ألا يخشى إعلان رأيه في أي توقيت وتحت أي ظرف. فلم يكن منافقا بالمعنى السياسي كما لم ينافق المجتمع أيضا وتحدى الذوق الشعبي في ظروف ومناسبات عديدة أبرزها معاركه الأولى مع الشعر الجاهلي، كان يتخذ مواقفه بناء على ما يقتنع به ويؤمن بجدواه، لم يبحث عن معارضة للأمير من أجل إرضاء العامة. فهو لا يهمه إرضاء أحد أميرا كان أو مواطنا بسيطا. كانت تهمه الحقيقة أو ما يظنه الحقيقة». واستعرض النمنم بعضا من معارك طه حسين في محاورها الثلاثة فقال: «بدأ طه حسين معاركه الصاخبة بكتاب الشعر الجاهلي وكان يتحدى من خلاله الجمود الديني أو الفهم المغلق للدين، واستكمل هذا المحور بمؤلفات أخرى منها ما كتبه عن الفتنة الكبرى سواء بتحديده أسبابا اقتصادية لها، حين خرج العرب إلى الأمصار بعد الفتوحات وكثرت المكاسب وساد الخلاف حول عدالة توزيعها، أو ما كتبه عن علي بن أي طالب وبنيه. فمعركة طه حسين ضد الجمود الديني هدفت إلى تأسيس مدرسة تنتهج المناهج العلمية في تحليل التراث الديني كخطوة في طريق التنوير».

وفي معاركه ضد الاستبداد السياسي يؤكد النمنم أن طه حسين خاض نزالا حادا طوال تاريخه، فرفض منح عدد من الدكتوراه الفخرية للعائلة والمحسوبين على القصر الملكي، بل فصله رئيس وزراء مصر المستبد إسماعيل صدقي من عمادته لكلية الآداب نتيجة مواقفه السياسية المخالفة لتوجهات الحكومة.

أما المحور الثالث من معارك طه حسين فيقول النمنم إنه خاضها من أجل العدالة الاجتماعية، فكتب مثلا «المعذبون في الأرض» عن أحوال الفقراء في مصر، وطبع طبعته الأولى في بيروت لأن السلطات في مصر اعتبرته شيوعيا. وكان هذا الاتهام الوهمي سببا في اعتراض الملك عام 1950 على تعيينه( طه حسين) وزيرا في وزارة مصطفى النحاس لأنه شيوعي في رأيهم لكن الملك تراجع، وأثناء عمله في وزارة التعليم تبنى مبدأه الشهير وهو أن التعليم حق كالماء والهواء، ورفض بشكل قاطع كل محاولات عرقلة الصعود الاجتماعي عبر التعليم لأولاد الفلاحين واستمر جهاده من أجل مجانية التعليم حتى تحقق فعلا عام 1957 في عهد عبد الناصر. وأثناء العهد الناصري تعرض طه حسين لهجوم كاسح باعتباره محسوبا على العهد البائد كما تصور مهاجموه، لكنه صمد وقاتل حتى حقق ما كان يصبو إليه.

ملمح آخر من معارك العميد يكشف عنه الباحث عبد الرشيد صادق محمودي بقوله: «إن معارك طه حسين لم تكن بلا هدف أو لمحاربة طواحين الهواء، بل كانت لتأسيس مدارس جديدة على الفكر العربي وقتها، فمعركته مع جورجي زيدان حول تاريخ آداب اللغة العربية، كان جزء من أسبابها في رأيه ينبع من الرغبة في إثبات الذات أمام الكبار، لكن الأسباب الأهم والأبقى كانت رغبة عميد الأدب العربي في تأسيس مدرسة جديدة تتبع المناهج العلمية في التأريخ للأدب العربي ودراسته، واستمر منحاه بالحدة نفسها مع الشعراء المعاصرين والسابقين عليه مثل شوقي وحافظ إبراهيم، والكتاب المحافظين مثل مصطفى صادق الرافعي. كان طه حسين ينهال بمعاول على أسماء كبيرة بأفكاره الجديدة ومناهجه المنظمة الرصينة، يدفعه أحيانا جموح الشباب ونزقه لكن في الأغلب كان يحرك كثيرا من المياه الراكدة في الفكر العربي».

رماح 14-06-11 09:54 PM

رد: طه حسين في ذكرى رحيله السابعة والثلاثين
 
كما تصور مهاجموه، لكنه صمد وقاتل حتى حقق ما كان يصبو إليه.

ملمح آخر من معارك العميد يكشف عنه الباحث عبد الرشيد صادق محمودي بقوله: «إن معارك طه حسين لم تكن بلا هدف أو لمحاربة طواحين الهواء، بل كانت لتأسيس مدارس جديدة على الفكر العربي وقتها، فمعركته مع جورجي زيدان حول تاريخ آداب اللغة العربية، كان جزء من أسبابها في رأيه ينبع من الرغبة في إثبات الذات أمام الكبار، لكن الأسباب الأهم والأبقى كانت رغبة عميد الأدب العربي في تأسيس مدرسة جديدة تتبع المناهج العلمية في التأريخ للأدب العربي ودراسته، واستمر منحاه بالحدة نفسها مع الشعراء المعاصرين والسابقين عليه مثل شوقي وحافظ إبراهيم، والكتاب المحافظين مثل مصطفى صادق الرافعي. كان طه حسين ينهال بمعاول على أسماء كبيرة بأفكاره الجديدة ومناهجه المنظمة الرصينة، يدفعه أحيانا جموح الشباب ونزقه لكن في الأغلب كان يحرك كثيرا من المياه الراكدة في الفكر العربي».

رماح 11-07-11 01:29 AM

رد: طه حسين في ذكرى رحيله السابعة والثلاثين
 
شكرا لكم
ظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظ

Bedoor 30-07-11 12:04 PM

رد: طه حسين في ذكرى رحيله السابعة والثلاثين
 
شكرا للأخت الفاضلة على الموضوع عن عميد الادب العربي طاه حسين
تحيتي

حبىالزهرة 31-07-11 08:10 AM

رد: طه حسين في ذكرى رحيله السابعة والثلاثين
 

اهلا بك Red_eYe

ما جاء عنه وتأثره بالحياة الأوروبية


غادر طه حسين إلى أوربا، فرنسا تحديداً. وهناك اصطدم بحضارة مغايرة صارخة، ثرية وبراقة. واختلف طه حسين إلى مسارح باريس ومتاحفها ومكتباتها، وتعرف على فنونها وآدابها وموسيقاها ونظمها الاجتماعية والسياسية



فأحس بالفارق الهائل بين الحاضرة الأوربية الحديثة من جهة وبين مصر وهي ترزح تحت سياط الفقر والأمية والتخلف الاجتماعي والثقافي والسياسي من جهة ثانية لذلك لم يكن مستغرباً أن يتأثر طه حسين بمعطيات الحضارة الغربية،



وأن يدعو إلى التشبه بها والأخذ بأسبابها. فطه حسين كان من المنبهرين بالغرب. ولا شك أن انبهاره هذا كان مسؤولاً عن آرائه وأفكاره حول التراث العربي الإسلامي وتاريخ مصر والعرب، ودعوته إلى الإقليمية المصرية،


وعن تصوراته حول مستقبل مصر وثقافتها. ولا بد من الإشارة إلى ما للمستشرقين ونظرتهم من دور في تكوين وعي وثقافة طه حسين والذين تتلمذ على أيديهم سواء في مصر أو في السوربون.



فعبوره إلى باريس أخرجه من إطاره الفكري/ الأزهري الديني ليدخله في إطار آخر مختلف ذي طابع حضاري مادي، على الرغم من أن طه حسين لم يكن مادياً بالمعنى التقليدي للكلمة، في تفكيره ورؤيته الفلسفية.





هذه المفارقات هي تضلعه بالموروث وبعلوم اللغة العربية وآدابها وبالتاريخ والفقه الإسلاميين نتيجة دراسته في الأزهر ليتماس بعد ذلك مع الغرب ويتبنى أفكار منظّري عصر التنوير الأوروبي، فهو الابن البار لمفكري النهضة العربية بدءاً من الطهطاوي ومروراً بأحمد لطفي السيد وانتهاءً بمحمد عبدة، كما هو التلميذ الذي تشرب عقله بأفكار كانط وديكارت وأوغست كونت وأرنست بلوخ وأميل دوركهايم وغاستون لاتسون وغيرهم،


إذ أخذ العدّة المنهجية الغربية الحديثة ولا سيما منهج الشك لديكارت ليحاكم بها الموروث الفكري والتاريخي العربي وما جرّه عليه ذلك من خصومات وعداوات ومعارك واتهامات ومحاكمات.



وكان صدور كتاب ( في الشعر الجاهلي )/ في العام 1926 أول الشرارة الكبيرة إذ أحدث معه إزاحة حقيقية في إطار الفكر العربي الإسلامي من خلال اقتحامه لأرض مجهولة في ميدان ذلك الفكر،



ربما لم يدرك طه حسين تماماً أنه، عبر كتابه هذا، إنما يهدد منظومة فكرية قارّة، بكاملها، ترسخت أسسها منذ مئات السنين، أو هو يدخل منطقة فكرية محظورة، ويستنطق فيها المسكوت عنه، والممنوع التفكير فيه، وأنه يخلخل آليات منهج ونظام فكر فاتحاً كوّة واسعة في الجدار الصلد لهما،



فطه حسين، كما يقول غالي شكري "كحلقة في سلسلة الفكر البرجوازي الجديد قد دعم الرؤية الليبرالية الوافدة على الثقافة بشاهد خطير يمس قدس الأقداس عند الفكر السلفي وهو اللغة". وهو بتبنيه لمنهج الشك عند ديكارت قد سعى إلى النظر بموضوعية علمية لكل ما أصبح في ثقافتنا بحكم المسلّمات غير القابلة للجدل والنقاش، لتفضي خطوته هذه بالتالي إلى جعل المؤسسات القديمة في مهب الريح.


وما فعله طه حسين هو أنه وجد أن كثيراً من الشعر الجاهلي منحول وأنه ينتمي بأسلوبه ورؤيته وصوره إلى صدر الإسلام وثقافته،



غير أن هذا ليس كل ما قاله في كتابه آنف الذكر وإنما بات لا يرى لتفاصيل بعض قصص القرآن أساساً تاريخياً، وإنما وجدها واردة لغايات تربوية، ومن أجل أخذ العبرة واكتساب الموعظة الحسنة..



كان يريد أن يضع المؤسسة التقليدية ومنظومتها الفكرية في محكمة العقل والعلم، بغض النظر عن مقدار ما أصاب أو أخطا في هذا.



ولم يكن في هذا مفكراً مادياً بحسب غالي شكري، بالمعنى الذي ذهبت إليه طروحات الماركسية والبراغماتية والوضعية والتجريبية، وإنما "يظل مفكراً مثالياً بالمعنى الفلسفي كديكارت نفسه، وإنه لم يتخذ من ديكارت ولا من أوغست كونت سوى بعض العناصر المنهجية غير المترابطة عضوياً في نظام فلسفي متسق،



أي بلغة هذه الأيام قد استلهم الشعار أكثر من استلهامه لأسس البناء المنهجي وطوابقه الشاهقة". ويقول طه حسين عن منهجه هذا أنه قصد به "التمحيص على ضوء العقل وعدم التسليم الأعمى بما رواه الأولون وأخبرنا به السلف".


هذا هو طه حسين

تحيتي لك


الساعة الآن 03:50 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.