فن إدارة العطلة الصيفية


http://www.zahrah.com/up/uploads/images/690532c433.jpg

د.اميمة محمد عمور - انتهت أيام الدوام المدرسي ، وأقبلت العطلة الصيفية وما يصاحبها من طقوس خاصة بها تنعكس ليس فقط على الأسرة الأردنية وإنما على المجتمع بشكل عام .. فكيف ندير ونتدبر أيام العطلة الصيفية بمهارة ! من المؤكد أن أطفال المدارس ينتظرون العطلة الصيفية بفارغ الصبر فهم يحبون أوقات الحرية والانطلاق بعد التقيد والالتزام في أثناء الدراسة، ولكن على الأهل ، أن يُحسنوا التخطيط وأن يضعوا في أولوية اهتماماتهم أولادهم في العطلة، وذلك من خلال أمور عدة، منها: أن يخطط الأهل للعطلة الصيفية بمشاركة أبنائهم حتى تتطور لديهم القدرة على التخطيط و تحمل مسؤولية قراراتهم التي يتخذوها فضلاً عن أنة يزيد من التآلف والتقارب بين أفراد الأسرة الواحدة.
فالتشاور مع الأبناء للتخطيط للبرنامج الصيفي المتكامل ، له آثار إيجابية جمة في عملية أدارة أوقات العطلة الصيفية والتي من الممكن أن تتحول من خلال بعض السلوكيات والممارسات غير الايجابية التي يقوم بها الأهل والأطفال إلى أزمة في الأسرة ومن أستراتيجيات أدارة العطلة الصيفية تنظيم وقت الابناء ، وعدم الإفراط في السهر حتى لا يصبح الليل نهاراً، والنهار ليلاً،. فالطفل الذي يقضي جُلَّ وقته في العطلة الصيفية مع الإنترنت ومشاهدة التلفاز، وأفلام الفيديو، المسموح منها والممنوع، من الطبيعي أن يؤدي ذلك بالتالي إلى فتور في الروابط العاطفية والاجتماعية بينه وبين باقي أفراد أسرته مما يقلل من فرص التواصل بين الأهل وبين أطفالهم .
ويتوجب على الأهل عدم الإكثار من تناول الوجبات السريعة خارج المنزل في المطاعم، بل العمل على مشاركة الأبناء في إعداد الوجبات داخل المنزل كوسيلة لخلق جو من التآلف الأسري وإحساس الأبناء بجهود الأم، في إعداد الوجبات، فضلاً عن تنظيم رحلات داخلية في ربوع وطننا الجميل فمن غير المعقول أن يأتي السياح من جميع بقاع الأرض للتمتع بجمال وسحر طبيعة بلدنا الغالي ولا يقوم بذلك أبناء الوطن ولو تتبعنا الأماكن التي تصحب إليها معظم الأسر أطفالها فأننا نجد أن الغالبية العظمى تذهب مع أطفالها إلى الأسواق والمطاعم ، وتغفل عن الأثر الذي تسببه هذه السلوكيات من مضيعة للوقت والمال..
، وقد يلجأ الى الاباء لزج الأبناء في النوادي و البرامج دون الاطلاع و التأكد من توافر الأمانة والمعرفة والخبرة في المشرفين على أبنائنا، وعدم تأكدنا من الأماكن التي سيقضي الطفل وقته فيها أو زيارتها، ولهذا يتوجب علينا الاهتمام بالدورات والبرامج العلمية والترفيهية والرياضية البناءة التي تسهم بفاعلية في توجيه الأبناء نحو استغلال وتوظيف قدراتهم فيما يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع..

وينبغي ان تتركز البرامج في العطلة الصيفية على تنمية روح العمل التطوعي ، من خلال خلق جو عمل جماعي من شأنه استثمار طاقات وإبداعات وميول أطفالنا ، وتنمية طموحاتهم ، وقدراتهم النفسية والاجتماعية، وتنمية المهارات الحياتية وفن الاتصال، والتعامل مع الآخرين، فضلاً عن تنمية الجوانب المهنية والأعمال اليدوية التي يميل لها الأطفال في هذه المرحلة العمرية من مثل دورات في الأشغال الفنية والحرف اليدوية بالإضافة إلى الاهتمام بالرحلات الترفيهية .
ومن المهم عدم الاستخفاف في الوقت الذي يقضيه الطفل خلال العطلة الصيفية وأشعاره بعدم الأهمية ،الأمر الذي يطور عند الطفل مفاهيم خاطئة لقيمة الوقت وكيفية إدارته .
وفي حال عدم تمكن الأسرة ولأسباب اقتصادية من إلحاق أطفالهم في برامج صيفية يجب أن تكون الأسرة على مستوى عال من تحمل المسؤولية وأن تتشابك مثل كل الأسر التي تتشابه في هذه الظروف في الخروج بفكرة لاستغلال الوقت في العطلة الصيفية عبر تكوين نوادي صيفية للمطالعة أو الرسم أو لتعليم فن الطهي .
ولنضع في اعتبارنا إننا نتحمل المسؤولية كاملة لسلوكيات أطفالنا في عطلهم ولذلك يجب أن نطور وننمي لديهم فن أدارة العطلة الصيفية .




منقول