منتديات زهرة الشرق

http://ppc.fm/im@s1/271635_10.gif

http://ppc.fm/im@s1/193333gpnp0dcjc3.gif
يـــــوم اليمــــــــــــامة
في سنة عشر قدم وفد بني حنيفة من أهل اليمامة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسلمين ،وتركوا مسيلمة بن حبيب في رحالهم فلما أسلموا ذكروا مكانه ،فقالوا:ياارسول الله؛
إنا قد خلفنا صاحباً لنا في رحالنا وفي ركابنا، يحفضها لنا .
فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما أمر به للقوم ،وقال:أما إنه ليس بشركم
مكاناً.ثم انصرفوا .وجاء مسيلمة بما أعطاه رسول الله ،فلما انهوا إلى اليمامة ارتد وتنبأ لهم،
وقال:إني قد أشركت في الأمر معه،وقال لمن كان معه في وفد بني حنيفة: ألم يقل لـــكم حين
ذكر تموني له!أما إنه ليس بشر كم مكاناً ! وما ذاك إلا لأنه كان يعلم أني قد أشركت في الأمر معه.
ثم جعل يسجع لهم الأساجيع.
وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:من مسيلمة رسول الله إلى محمدٍ
رسول الله،سلامٌ عليك؛أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك،وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصف
الأرض،ولكن قريشاً قومٌ يعتدون.
وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم رسولان بهذا الكتاب،فقال لهما النبي حين قرأ كتاب مسيلمة:فما تقولان أنما؟
قالا:نقول مثل ما قال،فقال:أما والله لولا أن الرسول لا تقتل لضربت أعناقكما.
ثم كتب إلى مسيلمة:بسم الله الرحمن الرحيم.من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب :سلام على من اتبع الهدى،
أما بعد،فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .
فلما مات رسول الله صلى اللهعليه وسلم , وبعث أبو بكر السّرايا إلى المرتدين أرسل عكرمة بن أبي جهل في عسكر
إلى مسيلمة , وأتبعه شُر جْبيل بن حسنة , وكان مُسيلمة قد اشتد أمره , والتف جوله أربعون ألف مقاتل من
بنى حنيفة باليمامة.
فسار عَكرمة إلى اليمامة , ولم ير أن ينتظر شر حْبيل , ليكون له فخار النصر . وكان عكرمة بطلاً مجرباً ,
وفارساً مغواراً , وقد اجتمع في لوائه أبطال لهم في الحروب بلاء , ولكنه لم يثبت لقوتهم , ونكبه بنو حنيفه ,
وعلم شر حبيل بهزيمتهم فأقام بالطريق .
وكتب عكرمة لأبي بكر بالذي أصابه وأصاب جنده , فغضب أبو بكر , وكتب إليه : يابن أم عكرمه : لاترجعن
فتوهن الناس, امض إلى حذيفة وعرفجة , فقاتل أهل عمان ومهرة , ثم تسير أنت وجندك حتى تلقى المهاجر بن
أبى أمية باليمن وحضرموت .
وكتب إلى شر حبيل بن حسنة يأمره بالمقام حتى يأتيه أمره .
ولما قدم خالد على أبي بكر من البطاح , وجعل على الأنصار ثابت بن قيس والبراء بن عازب , وعلى المهاجرين
أبا حذيفة , وزيد بن الخطاب , وعلى كل قبيلة رجلا .
وقبل أن يقوم خالد بجيشه كتب أبو بكر إلى شر حبيل بن حسنة كتابا آخر جاء فيه : إذا قدِم عليك خالد , ثم فرغتم إن شاء الله
, فالحق بقضاعة , حتى تكون أنت وعمرو بن العاص على من أبى منهم وخالف .
وخرج خالد في جنده حتى أتى اليمامة ؛ حيث كان بنو حنيفة مستعدين هناك في جمعهم الكثيف.
وكان مسيلمة يصانع كل أحد ٍ ويتألفه ، ولا يبالي أن يطلع الناس منه على قبيح ، وكان معه نهار الرجال ، وكان نهار هذا قد هاجر
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقرأ القرآن ، وفقه في الدين، وعرف أصول الإسلام ؛ فبعثه الرسول معلماً لأهل اليمامة يفقههم
في الدين ، ويشد من عزائم المسلمين ،
ويشغب معهم على مسيلمة المتنبئ الكاذب ؛ فكان أعظم فتنة على بني حنيفة من مسيلمة نفسه ؛ شهد له انه سمع محمداً صلى الله
عليه وسلم يقول:إنه قد أشرك معه ، فصدقه القوم واستجابوا له.
وجاء طليحة النمرى اليمامة ، فقال:أين مسيلمة ؟ قالوا مه!رسول الله!قال:حتى لا أراه ؛ فلما جاء قال له :من يأتيك ؟
قال :رحمان .قال:أفي نورٍ أم في ظلمة ؟قال مسيلمة :في ظلمة.فقال طليحة:أشهد أنك كذاب ، وأن محمداً صادق ،
لكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضــــــــر.
اتبع مسيلمة، وانخرط في جيشه.
ولما بلغ مسيلمة دنو خالد ضرب عسكره بعثرباء ، واستنفر الناس،وقد كان امرأ لم يبارك الله له ولا لعشيرته فيه.
http://ppc.fm/im@s1/193333gpnp0dcjc3.gif