![]() |
طاش ما طاش ـ 15 : فيروس القضايا كبري يفتك بالبهجة الكوميدية!
السلا عليكم
كتب محمد منصور كنت العام الماضي من أشد المتحمسين للمسلسل السعودي الكوميدي (طاش ما طاش) وقد كتبت عنه في هذه الزاوية، بعد أن لاحظت أن جرأة العمل في تناول قضايا المجتمع السعودي، قد دفعت بالكثيرين إلي محاولة التقليل من شأنه فنياً، والقول بظهور أعمال كوميدية جديدة علي ساحة الدراما السعودية المحدودة... مع أن تلك الأعمال، ومنها (غشمشم) ليست سوي تهريج ساذج لممثل لم يصنع كاركتيرا كوميدياً جذاباً، بقدر ما استفاد من مشاهداته في السينما المصرية، ليفبرك نموذج القروي الذي يقصد المدينة ليتوه فيها... مع فارق كبير طبعا في البيئة الاجتماعية... وفي أشياء أخري كثيرة لا مجال للتوقف عندها الآن. وهذا العام... أنا من المتحمسين لـ (طاش ما طاش) أيضاً، ومن المعجبين بإصراره الحثيث علي نقد المجتمع السعودي، الذي يبدو بحق منجماً للكثير من الظواهر الاجتماعية التي تستحق النقد والتحليل والتشريح... سواء تعلق الأمر بالسلوك الاجتماعي، أو بالعقلية الحكومية التي تسن القوانين... ولمناسبة الحديث عن هذه النقطة كانت حلقة (سعودي بلا هوية) التي قدمها المسلسل، من أهم الحلقات في هذا السياق... لأنها ناقشت قانون منح الجنسية لأبناء الأم السعودية، وكيف أن غياب مثل هذا القانون يحرم السعودي الذي عاش حياته في البلد، وصار جزءا من النسيج الاجتماعي فيها، من حق الجنسية ويُرّحل إلي بلد الأب... في حين تمنح الجنسية لأشخاص لا يمتون إلي البيئة أو اللهجة أو المجتمع بصلة... بل وتغدو الجنسية بالنسبة لهم مكاسب اقتصادية و(بيزنس) أكثر منها هوية وطنية! كما أحببت حلقة (القرار الصعب) التي تصور احتقار المجتمع السعودي لمهنة التمريض... واعتبار (الممرضة) إما أنها خادمة أو شغالة... أو أنها فتاة لعوب تنتظر من يتحرش بها من أقارب المرضي أو يرمي لها رقم هاتف جواله بطريقة صبيانية! لكن مشكلة (طاش ما طاش) هذا العام تكمن في المرض الذي يصيب معظم التجارب الكوميدية العربية التي حققت انتشاراً وجماهيرية وقبولاً، ألا وهي رغبة الكثير من الكوميديين في أن يخرجوا من إطار النقد الكوميدي... إلي إطار التنظير الاجتماعي والسياسي، والغوص في القضايا الكبيرة والتفلسف الذي يظهرهم بمظهر المعلمين، الذين ينظرون عن الليبرالية وعن الاتجاهات الثقافية والسياسية وعن قضايا أخري كبيرة! طبعا من حيث المبدأ ليس هناك أي قانون يمنع أي عمل كوميدي من معالجة أي موضوع... أما من حيث التطبيق، فإن أسلوب الطرح وقوة المعالجة تبقي هي المعيار... وفي هذا الإطار، أظهر (طاش ما طاش) ضعفاً في مستوي المعالجة الكوميدية وجرعة الإضحاك التي كان يقدمها، مقابل الرغبة في طرح قضايا المجتمع الكبيرة والصغيرة، بأسلوب يميل إلي الجدية، ويتخذ من النبرة التعليمية والإرشادية أسلوباً لقول الفكرة، من دون الاهتمام بتأصيل النوع الفني الكوميدي الذي تنتمي إليه هذه الفكرة! إن جماهيرية نجوم الكوميديا الواسعة، وقوة تأثير أعمالهم حين تبلغ مرتبة معينة من النجاح... وحجم الاحتفاء الجماهيري أو الإعلامي بالأفكار الناقدة التي يقدمونها في ثنايا جرعة الضحك والإمتاع... غالباً ما تقودهم إلي دروب ومسارات خاطئة. يعتقدون معها أن التطور يفرض عليهم أن يخلعوا ثوب المهرج، ويرتدوا ثياب المصلحين والفلاسفة، متخذين من شارلي شابلن قدوة وبرهاناً: ألم يكن شابلن يطرح في أعماله أفكاراً فلسفية هامة، تتجاوز مستوي الإضحاك المباشر؟! طبعاً كان شابلن وسيبقي استثناء، وكانت سينماه الصامتة تجربة فريدة لها ظروفها ومواصفاتها التي لم تتكرر علي هذا النحو حتي في الغرب... أما في الشرق فهذه الشعوب البائسة، التي تتفنن الأحزاب في محاولة استمالتها، وأجهزة الأمن والمخابرات في السيطرة علي توجهاتها، والساسة في تضليلها والكذب عليها، لا تحتاج لمزيد من الملقنين والمرشدين، بل تحتاج بالفعل إلي كوميديين موهوبين، يقدمون لها أعمالا كوميدية تفرح القلوب، وتزيل أطنان الهموم وأدران القهر المتراكمة لألف سبب وسبب! إن الضحك ليس درجة أولي في سلم الفن، ينبغي أن نتخطاها كي نتطور، بل هي قمة السلم ومنتهي النجاح... وحين ينجح ممثل ما، أو ثنائي في أن يصبح نجماً كوميدياً يجد من يمول أعماله الفنية، ويعرضها في أفضل أوقات الذروة، فهذا يعني بالتأكيد نجاحا لا يستهان به. ولهذا المطلوب من عبد الله السدحان وناصر القصبي أن يدركا أن الدخول في مسارب التعليم والتلقين علي حساب المعالجة الكوميدية الممتعة، سوف يفقد (طاش ما طاش) جماهيريته شيئاً فشيئاَ. وبمقدار ما نشجعهما ونشد علي أيديهما في مسعاهما النقدي الاجتماعي الجريء، بمقدار ما نتمني أن لا يأتي ذلك علي حساب المعالجة الكوميدية، وعلي حساب الضحكة الصافية العذبة المتدفقة، التي كانت تنطلق من القلب، وتصل إلي القلب. لقد تحولت الكثير من حلقات (طاش ما طاش 15) وخصوصاً في نهاياتها، إلي نوع من الميلودراما التي تقدم نقدها لكثير من الظواهر الاجتماعية بأسلوب المأساة... وساهم ضعف النصوص (وهي مسألة عاني منها طاش ما طاش بنسب متفاوتة في سنواته السابقة وتفاقمت هذا العام) في اتخاذ هذا المنحي الميلودرامي الذي أفقد العمل بهجته... فالميلودراما في الدراما العربية أكثر من الهم علي القلب، بالمصري والسوري والخليجي ومؤخراً بالعراقي... بينما الكوميديا التي تستحق أن تتابع، أندر من الديمقراطية في دول الصمود والتصدي! تمنياتي للجميع بالتوفيق |
رد: طاش ما طاش ـ 15 : فيروس القضايا كبري يفتك بالبهجة الكوميدية!
[align=center]اهلا بك اخي ابو الطيب
جميل ما نقلت لنا عما تدور من احداث لهذا المسلسل وان كنت بالحقيقة ليس من المتابعين له ليس كرها به ولكن بالحقيقة ليس بالمتابعين له منذ بدايته فقط اسمع به عموما ماجاء بنقلك أوضح الصورة ، مع تمنياتي الا يقفز الى أكبر من حجمه في معالجة الامور، حتما التنوع مطلوب ولكن بشرط بما هو عنه معهود والا سيفقد مكانته المعهود بها حيث هناك اخطاء يتطلب اصلاحها على الساحة . ودمت [/align] |
رد: طاش ما طاش ـ 15 : فيروس القضايا كبري يفتك بالبهجة الكوميدية!
يمكن المسلسل انا لااعلم عنة شئ
فلا استطيع العقيب علية |
الساعة الآن 06:16 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.