|
شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 | ||
عضوية جديدة
رقم العضوية : 354
تاريخ التسجيل : Sep 2002
عدد المشاركات : 18
عدد النقاط : 10
|
![]()
( هذه قصة قصيرة من مجموعتي القصصية بعنوان ( نزعة الروح) ، ولكنها تختلف عن القصة الرسمية ، لأنني قمت بحذف بعض الأحدا ، و ذلك لأسباب اعتبارية، و بالتالي هذه القصة تختلف عن النسخة التي أحتويها)
نزعة الروح دخلتُ المكان … ، كان المكان و كأنما وصلتُ إليه عن طريق كهفٍ طويل مخيف ، أو كأنني سقطُتُ داخله من علٍ ، ثم جلتُ بنظري فيه فلم أرَ فيه إلا اللون الأحمر و الأسود ، و لكنه مكان فخم جداً ، سواده يوحي بالأناقة و العراقة ، المكان فارغٌ تماماً من الرواد ، و أخيراً..- بعد حيرة في اختيار أنسب مكان- اهتديتُ إلى مقعدٍ في آخر الصفوف حيث يصعب تمييزنا بوضوح ، كان مقعد طويل – حيث يجلس عليه أكثر من شخص- لونه أحمر ، ثم جلست . الصمتُ يَلثم الشفاه … ، و السكون خيم على المكان… ، و الانتظارُ في صراع مع الزمن. الجوُ باردٌ جداً ، أشعلتُ سيجارةً ، ثم نظرتُ إلى الشارع من خلال نافذةٍ زجاجية بجانبي ، تأملتُ بقعَ الماءِ على الأرض كيف تُراقِصُها قطرات المطر حين تتساقط عليها متعبةً ، فجأة بدأتْ أطرافي ترتعش و ترتجف ، لا أعرفُ إذا كانَ برداً أم لهفة الانتظارِ ، على أي حالٍ … رُبما هذهِ المرة لا أحتاجُ إلى مدفأة … لقد وصلتْ أخيراً. الوجهُ أسمرْ، شاحبُ اللون ، و الشفاهُ بيضاءٌ جافة ، و العيون مخبأةُ تحت جبينٍ مجعد، تَرتَديْ عباءةً سوداء ، مُرهَلة الأكمام ، كأنها شبح آت من وراء الظلمات. ألقَتْ بالتحية ، جلستْ بجواري … ، نَزَعَتْ حقيبتُها السوداء عن كتفها الأيمن ، ثم وضعتها جانباً ، عدلتْ نفسها ، ثم أخذتْ تُعدِلْ من وضعِ المنديل الأحمر على رأسها. الصمتُ يلثُم الشفاه … ، و السكون خيم على المكان… ، و الدفيء بدأ يعجُ في الأركان. رَفَعَتْ رأسها، ثم تنهدتْ… و تنهدتْ ، أنفاسٌ حارة بدأتْ تخرجُ من حواشي مرتجلة ، لينتشرَ في المكانِ عبقَ عطرٍ قديم ، كرائحة الجدات . قاطعتْ حُرمةُ الصمتِ واستطردتْ تقول - أنا اليوم بدي أطلع بدري. - الساعة كام بدك تطلعي؟ - يعني…. 2:30 و الساعة هلاء 12 أدركتُ تماماً أنها تستعجل ما يلجُ بصدري ، و أن أبوحَ بكلِ ما عندي ، من كلماتٍ رقيقة ، و همساتٍ مبحوحة ، و أن أضعَ حداً لأيْ شيءِ غيرَ ذلك. لَفَتُ رأسي لها ، ثم ألحقتُ به عيناي ، نظرتُ في عينيها نظرةً لها دلالة ، ثم أطلتُ النظرَ و استطردتُ قائلا - اشتقتلك. اغرورقتْ عيناها ، و عادت الحمرةُ الكرزية لشفتيها ، و تفتحتْ الخدود لترجع إليها الحمرةُ الوردية ، و انبسطَ الجبين مشعاً من نضارته. سبلتْ عينيها ، ليخرجَ منها بريقُ البراءةِ و الجمال ، بريقُ الحاجةِ إلى أكثر من ذلكَ و أكثر ، و كلما التقينا كانت تحدث هذه الالتماعة في عينيها و عيني ، و أحس بأنها لا تراني بقدر ما تدرك وجودي ، و قالتْ بصوتٍ رفيعٍ كالحفيفْ - أنا أكتر. الصمتُ يلثُم الشفاه … ، و السكونُ خيمَ على المكان… مددتُ لها يدي ، لتتلامس الراحتان ، و تتشابك الأصابع ، ويعانقُ كل إصبعٍ نظيرهُ في اليد الأخرى ، ما يفُكُها إلا قدرٌ جائر ، أو نصيبٌ غادر. تابعنا النظرات و تابعنا … ،- و الشفاهُ مطبقات-ٌ ، لعلها كانتْ أفضلُ وسيلةٍ للتعبير ، لعلها كانت أبلغُ من اللسان و من كل الكلمات ، ربما كنا لا نفهمها هذه اللغة ، و لكن يكفي أن يرى كلانا نفسهُ في عين الأخر . و ما استفقتُ – من نشوة الإحساس- إلا على سؤالٍ كالسكين يقطعُ الأوردة - كام الساعة؟ شَمرتُ عن يدي ، حتى انكشفَ عدادُ الأجل ، نظرتُ إلى الساعة ، ثم تابعتُ - الساعة 3 بالتمام. - كمان خمس دقايق . تابعتْ نظراتَها ، و لكن بشكلٍ يزيدُ من فوضى الوجدان ، و ثورة المشاعر ، ثم استوقفتْ قائلة - بحبك… ، ما تبعد عني… ، ما حدا راح يفرقنا…. كلماتٌ جعلتني أشعرُ بأن الكلمات أحياناً لا تكفي ، و لا تفِ بالمطلوب ، شعرتُ بأن الفعلَ و الفعلَ فقط هو أكثرُ تعبيراً و إيحاءاً في مثلِ هذا الموقف ، و لا أنسى أبدا رعشة يدها ذات مرة ، ثم شفتيها ، حين دلكت كفها بكل سخونة و جنون و أنا أودعها ، كما ولو أردتُ أن أُعانِقُها ، أن أُقَبِلَ فَمَهَا المشقوق ، كان يواتيني خاطر مجنون ملهوف يهيب إلى ان آخذها أمام الملأ ، كنت أعاني ليس فقط من جسدي ، و إنما كبتٌ و جداني عميق ، قاتل ، ذابح ، ربما كان الجسد وسيلتي للتخلص من هذا الحريق ، و لكن شعرت بإحباط يسري في جسدي كالسم ، و لكن .. ربما كان الصمتُ أبلغ من الكلام ، لأن إحساسي باختناق قدرتي على إعطائها. الصمتُ يلثُم الشفاه … ، و السكون خيم على المكان… مرتْ الدقائقُ و الدقائقُ… ، و نحن نستغرقُ في نظراتٍ كالمنام ، و الأناملُ تُداعبُ الأنامل ، ما نسمعُ صوتاً إلا أصواتَ أنفاسٍ تلفحُ الوجوه. لقد كنت أشعر بأنها جزئي الأنثوي ، و أنني أصبحت جزئها المذكر ، كنت أرى نفسي هناك ، في أعماق نظراتها ، داخل كل انكماشه و انبساطة من ضلوعها و هي تأخذ الشهيق أو تصدر الزفير. فهل تعرفُ المشاعرُ أن الدقيقة تساوي ستين ثانية…؟ ، و أن الخمس دقائق تساوي خمسة أضعاف الستين …؟. الصمتُ يلثُم الشفاه … ، و السكون خيم على المكان… |
||
![]() |
![]() |
![]() |
#2 | ||
همسات شرقية
رقم العضوية : 250
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 1,086
عدد النقاط : 10
|
الاخ نبيل
قصة رائعة فعلا وهذا يدل على قلم رائع بيننا يجيد هذا الخيال الكبير والفن القصصي تقبل ![]() أختك همسة
توقيع : همسة حب
![]() ![]() نعم المحدث والرفيق كتاب ................. تلهو به ان خانك الاصحاب لا مفشيا سرا اذا استودعته ................. وتُنال منه حكــمة وصواب ![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | ||
زهرة الشرق
رقم العضوية : 11
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 4,576
عدد النقاط : 508
|
.
أخي الفاضل نبيل بالتأكيد قصة رائعة وأسلوب ممتع جدا أهنئك على الاسلوب الراقي في الكتابة والتعبير ![]() مع محبتيlonely
توقيع : lonely
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | ||
محرر في زهرة الشرق
رقم العضوية : 587
تاريخ التسجيل : Dec 2002
عدد المشاركات : 1,189
عدد النقاط : 10
|
قصة جميلة
تسلم اخوي
توقيع : الاكحــل
يا عمري الدنيا ما تسوى تنام وخاطرك زعلان00 ولابه شي يستاهل يخلي قلبك يعاني 00طلبتك كان لي خاطر تبعد عنك ألأحزان 00فديت أعيونك الحلوه تبسم لو على شاني 00حبيبي صار لي مدة أشوفك تايه وحيران 00وانا والله لا شفتك حزين00 تزود أحزاني أنا احبك ولا ودي تعيش بدنيتك ندمان00 ترى ألأيام محسوبة وتالي ها لعمر فاني00 تصدق بسمتك والله تفرح خاطري الولهان 00يطير من الفرح قلبي واصير بعالم ثاني00 والى من شفتك بضيقة أحس اني انا الغلطان 00أعاتب نفسي بنفسي ولو ما كنت أنا الجاني00 غلاك بداخل أعروقي ولا يوصل غلاك انسان00 يمر الوقت ويثبت لك غلاك ان الله أحياني 00أضحي بعمري لعيونك تنام انته وانا سهران00 ونادي جروحك لقلبي تجي واحد ورى الثاني
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | ||
خطوات واثقة
رقم العضوية : 191
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 112
عدد النقاط : 10
|
مشكككور أخوي نبيل
رااائع في الاسلوب ![]()
توقيع : أزهـــــار
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#6 | ||
فخر زهرة الشرق
رقم العضوية : 334
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 2,424
عدد النقاط : 177
|
أخي نبيل
بصراحة كاتب راائع وأسلوبك جدا ممتاز في الكتابة الله يعطيك العافية ويوفقك ![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
زهرة الشرق - الحياة الزوجية - صور وغرائب - التغذية والصحة - ديكورات منزلية - العناية بالبشرة - أزياء نسائية - كمبيوتر - أطباق ومأكولات - ريجيم ورشاقة - أسرار الحياة الزوجية - العناية بالبشرة
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)