إنهيـ ـ ـار حلـ ـ ـ ـم

[ALIGN=CENTER]كان مدحت موظف بأحد المصالح الحكوميه يقتطع من إفطاره لكى يدخر لأولاده مدحت لا يملك سيارة يحيا بأحد أحياء مصر القديمه هذا الحى الشعبى

يومه روتينى حياته روتينيه زواجه روتينى

تخرج من الجامعه كله أمل بعد أن حصل على درجه الليسانس أن يكون ذو شأن هام

وصدمه واقع الحياه القاسيه

حاول وجاهد وكل مرة تصفعه الدنيا صفعه تعيده لصخره الواقع

مدحت وقع فى هوى بنت الجيران نوال كان يملك شقته الخاصه شقه إيجار هى بنفس المنزل الذى يحيا به والداه

تزوج من نوال بعد ان تم تعيينه بالقوى العامله فى أحد المصالح الحكوميه

كان يعشق الكتابه والتأليف

توقف عن الكتابه
زاد وزن نوال لم تعد تلك الفتاه التى هواها صارت بدلاً من نوال مجرد شوال

يدخل المنزل معتقداً إنه سيراها فى زينتها كما كانت قبل الزواج فيجدها بين أدوات المطبخ ممسكه بالسكين تقشر الكوسه والطماطم

يجرى شبح إبتسامه على شفاهه محدثاً نفسه ما هى كلها كوسه

مدحت يصعد إلى أتوبيس هيئه النقل العام مصراً ومزاحماً حتى يوفر لأولاده جنيه يقطعه من راحته ويدفع ثمنه عناء وجهد

يصعد يوماً ممسكاً ببعض الأشياء ويوماً يده فارغه

يحاول دائماً ان يوفر لكى يستطيع أن يهبهم إسبوع أو عشر أيام فى عالم اّخر

نعم هو المنفس الوحيد الذى يستعيد به مدحت نفسه المصيـــف
الفترة القصيرة التى يستعيد بها اّدميته ويشعر فيها بإنه إنســـان من جديد

هذه العاده المصريه الأذليه

لا يكاد يفطر ويمزق الجوع ببعض الأيام أحشائه لكنه يصبر لكى يحيا إسبوع مرة أخرى مدحت الذى عرفه

له من الأبناء ثلاث يعشقهم لا يريد ان يشبوا مثله

بسمتهم تمنحه سعاده غامرة

يتذكر أول يوم كان يعلمهم فيه السباحه وخوفهم وصراخهم

ويأتى أخيراً اليوم المنشود يوم الذهاب للمصيف

يلملم أشيائه وتلملم نوال أغراضها وتحاول النهوض فيهِم لمساعدتها يحمل الشنط هو والولدان وإبنته الصغرى

ويهموا بركوب الأتوبيس

يقضون معظم الوقت على الشاطئ نهاراً ينسى فى هذا الوقت عمله الروتينى وزواجه الروتينى ويومه الروتينى ويتذكر فقط الشاب الذى كان والحلم الذى مات

بينه وبين نفسه يحمد الله على نعمه لكنه لم يرد هذه الحياه لا يزال يكافح ويكافح يفكر عندما يكبر أولاده ماذا سيفعل كيف سيزوجهم

لكنه بينه وبين نفسه ثقه بأن القدر لن يحرمه إياهم ربما يكافح أكثر وتضيق العيشه أكثر لكنه سيصل بهم لبر الأمان حتماً

يقطع حبل أفكارة على صراخ وعويل

غريـــــــق غريـــــــق غريـــــــق

يتلفت حوله يلقى نظرة على ابنائه لا يرى ولده البكر يذهب للشاطئ يجده بين ذراع رجل منقطع الأنفاس يتسمر مكانه لا يقوى على الحراك

إنه وقت المصيف وقت النسيان ليس وقت الحرمان وقت الممات

زوجته تصرخ ابنه يبكى طفلته فى عويل لا تكاد تفهم وهو واقف لا يكاد يتصور ما يحدث

إنه حتماً يحلم

لا بد أن يكون حلم

لا أنا احلم

اّه يا صبرى

اّه يا فلذه كبدى

وإنهار اّخر أحلامــــه[/ALIGN]

كثيرون هم مثل مدحت يحلمون ويتوقعون باانهم سيصبحون كما يحلمون ولكن ياتي الواقع مختلف

وتستمر حياتهم وهم يفكرون ببكره وكيف وكيف ولكن كما راينا ان مسار الحياة يتغير في لمح البصر

وفي الاخير الي كاتبه الله للبشر من ارزاق ومن عمر ومن ومن ... سياخده ولن يستطيع احد ان يغير او يااخد نصيب احد


شكرا لك اخي الفاضل

كثير منا نحلم احلام جميلة
والقليل من يستطيع ان يحققها
اخى كلديون لك تحياتى
احمد المصرى

[c]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،




كم من الاحلام انهارت


يعطيك العافيه






وتقديري

لينا

[/c]

[ALIGN=CENTER]الصديـــقه حيـــاه

مرور يعطر متصفحى بشذى الورد


دمتى بكل الوود[/ALIGN]